هي وهما
هي وهما

آراء هي وهما

منصور جبر يكتب: استهتر قدر ما تستطيع

-

لا تُرهق نفسك أبدا، ولا تُكَلِّفها ما لا تطيق، ولا تَتَجَشَّم المصاعب، أو تقتحم المفاوِز.

كل ما في الأمر، هو أنه عليك فقط أن تكون (مُتَنِّحا)، مستهترا، مع شيء من اللاشعور، وحينها سيتحقق ما تريد وما لا تريد، وما لا يخطر ببالك.

استخدم طريقة الاستهبال فهي ناجحة وناجعة، وهي الوسيلة الأكثر فعالية لتَقَلُّد المناصب والترقِّي في سُلَّم الوظائف.

الجهد الوحيد الذي عليك أن تبذله؛ هو أن تضع قدما على قدم وتحتسي كوبا من القهوة.

ولا تحرك سوى أصابع يديك بكل برود، وتصفح صفحاتك وحساباتك الخاصة في جوالك أو جهازك الرابض أمامك.

ستشعر بشيء من الطفش، لكن لا عليك، فهناك من يقوم بالمسؤولية كما ينبغي.

أنت تعلم جيدا أن في دائرتك أناسا خلقهم الله (للكَرْف)، فلماذا تتعب نفسك؟!.

والمدير والرئيس والمسؤول سيساعدك على تحقيق حلمك، وسيأخذ عنك كل ما يكدر صفوك ويلقيه على كاهل (الكَرَّاف)، لأنه بكل أمانة يحب (الكَرْف).

لن يقف الأمر عند ذلك، بل ستكون مسؤولا هاما، وسيتلطَّف بك الجميع، وتترقى في مناصبك بكل جدارة، لأنك قدمت شيئا جميلا لشركتك أو وزارتك وهو أنك موجود على قيد الحياة، وتستطيع أن تتنفس.

قد تشعر بالغثيان، لكن أنت في نعمة قد تُحسد عليها، فحافظ على خمولك.

استهتر قدر ما تستطيع، فقد تصير مديرا، أو رئيسا، أو مسؤولا كبيرا، أو سيدا في قومك.

لا تفعل أي شيء، فقط افتح منخريك وتنفس، واتكيء بهدوء، وكن كالصنم لفترة طويلة، أو كالببغاء تتحدث مع من هب ودب، لا لشيء، وبلا شيء، وعلى أي شيء، وإياك أن تفعل أي شيء، لأنه ليس لديك أي شيء، ولست مكلفا بأي شيء.

وإن أحدقت الأخطار بدائرة عملك فلا تخف من فصلك أو الاستغناء عنك، لأنك في مأمن وحماية، فغيرك أولى بالتخلص منه، ذلك (الكَرَّاف) الذي لم يَتَجَدَّد، ولم يكن بالمستوى المطلوب لأنه أخفق في (عملك)، بينما أنت لديك دور هام فأنت تقوم بتوفير ثاني أكسيد الكربون.

وجرب وسيلة أخرى فإنها ستكون أكثر جدوى، ماذا لو ارتديت بشتا، وقلما مرصعا، وساعة سويسرية، وخاتما أنيقا، ونظارة غائمة، وتجول عند أندادك الذين هم على نفس الوتيرة، وثق تماما أن الدنيا كلها ستكون بين أيديكم، وستأتيك المناصب من كل مكان، لأنك فقط كنت مستهترا بكل بجدارة.