إبراهيم نصر يكتب: تكريم قيادات ”عقيدتى” فى عيدها الثالث والثلاثين

ثلاثة وثلاثون عاما مضت على صدور صحيفة "عقيدتى"، وفى تقليد جديد يحدث أول مرة فى الاحتفال السنوى بذكرى الصدور، أن يتم تكريم قيادات "عقيدتى" من رؤساء التحرير السابقين وقدامى المحررين، ومن كان له فضل التأسيس وهو الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ سمير رجب ـ مد الله فى عمره ـ والأستاذ مؤمن الهباء ـ أطال الله بقاءه ـ الذى قام بشكيل فريق العمل وكتيبة المحررين وتبويب الصفحات، إلا أنه قرر السفر إلى المملكة العربية السعودية إذ توفرت له فرصة عمل هناك يصعب رفضها، فتم تكليف الأستاذ السيد عبد الرؤوف ـ رحمه الله ـ بتولى مسئولية الاستمرار فى العمل، وبالفعل خرجت "عقيدتى" للنور فى الثلاثاء الأول من ديسمبر عام 1992م، لتكون أول صحيفة دينية تصدر عن مؤسسة قومية، وكنت أحد مؤسسيها وأقدم محرر وأول المعينين بها، وتدرجت فى مناصبها حتى درجة مدير تحرير.
لقد كان الحفل هذا العام ـ رغم بساطته ـ مختلفا عن احتفالات الأعوام السابقة، حيث استطاع الزميل مصطفى ياسين رئيس التحرير الحالى أن ينسق مع المهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والمهندس طارق لطقى رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الجمهورية للصحافة، والدكتور صلاح الجعفراوى، رئيس مجلس أمناء مؤسسة "مشوار" التنموية" لرعاية هذا الحفل، وتوزيع الدروع وشهادات التكريم على جميع المكرمين، الذين يضيق المقال عن ذكر أسمائهم.
وتشرف الحفل بحضور البرلمانى القدير وكيل أول مجلس النواب السابق: السيد/ محمود الشريف نقيب السادة الأشراف، والدكتور سامى الشريف وزير الإعلام الأسبق، والزميل الدكتور سامح محروس عضو الهيئة الوطنية للإعلام نائبا عن رئيس الهيئة، ولفيف من قيادات مؤسسة دار الجمهورية للصحافة، وبعض مشايخ الطرق الصوفية وممثلى سفارات بعض الدول العربية بالقاهرة، وعدد من الفائزين فى المسابقة الثقافية عن شهر أكتوبر المجيد.
يقينا لن أستطيع فى هذه السطور أن ألقى الضوء على كل القضايا التى خاضتها "عقيدتى" على مدى تاريخها الممتد، ولكنها بفضل الله أولا.. ثم بفضل جهود أسرة التحرير، استطاعت أن يكون لها قدم راسخة فى بلاط صاحبة الجلالة منذ صدورها، وحتى الآن.
ولم تكتف "عقيدتى" بالنشر على صفحاتها كل ما يخدم الدين والوطن، ولكنها انتقلت إلى اللقاءات الجماهيرية مع الشباب والشيوخ والسيدات من خلال الندوات الدينية التى تعقدها منذ العام الأول من صدورها وحتى الآن فى المساجد والنوادى الرياضية ومراكز الشباب والمدارس والجامعات، وذلك بالتعاون مع وزارتى الأوقاف والشباب.
ليس هذا فحسب الذى تقدمه "عقيدتى" على مدى تاريخها المشرف، بل خاضت العديد من المعارك الفكرية، وتصدت للتطرف الدينى والعلماني والإلحادى على حد سواء، وكذلك تصدت للمجون والخلاعة والتحرر من تعاليم الدين الحنيف، وانتصرت لقضايا المرأة من منظور الاعتدال والوسطية دون إفراط أو تفريط.
وقد لاقت "عقيدتى" - منذ صدورها وما زالت ـ عداء شديدا من التيار العلمانى المتطرف الذى اعتبر صدورها شريانا جديدا ينبض بقوة فى خدمة الدين الحنيف، وهذا قطعا يناقض توجهات هذا التيار الذى يسعى إلى التحرر من قيد الأديان، ناهيك عن التيار اليسارى والإلحادى الذى يناصبنا شديد العداء، ويتمنى لو أن "عقيدتى" تختفى من الساحة الإعلامية.
أسأل الله أن تستمر "عقيدتى" فى الصدور وتبقى فى أداء رسالتها التى لا غنى عنها، وألا يجرى عليها ما جرى لصحف أخرى ورقية صارت أثرا بعد عين، ولم يعد لها وجود إلا على المنصات الإليكترونية.
[email protected]

