هي وهما
هي وهما

آراء هي وهما

الدكتور أحمد خليل يكتب: الآداب والعلوم.. تاريخ مشترك.. فى جامعة القاهرة

-

[email protected]

فى رحاب كلية الآداب بجامعة القاهرة العريقة سعدت وتشرفت بالحضور والمشاركة فى ندوة تحمل عنوان (الآداب والعلوم..تاريخ مشترك) ورأس الجلسة ا.د.محمد عفيفى أمين المجلس الأعلى للثقافة الأسبق وأدار الحوار ا.د.إيمان عامر مدير مركز الدراسات التاريخية جامعة القاهرة وإستضافت الندوة العالم الجليل ا.د.حامد عيد الأستاذ بعلوم القاهرة ومؤسس مركز دراسات التراث الحضارى جامعة القاهرة وا.د.وجيه عتيق أستاذ التاريخ جامعة القاهرة، وهنا فى مقالى هذا أتطرق إلى ما خلصت به من تلك المناقشة الثرية مع العلماء الأجلاء عارضا رؤيتى ووجهة نظرى، فالجدير بالذكر أن الآداب والعلوم لهما تاريخ مشترك عميق، حيث نشئا معًا كجزء من المعرفة الإنسانية، وتطورت العلوم (الطبيعية والاجتماعية) داخل كليات الآداب في الجامعات، وكان هناك تفاعل مستمر بينهما، فالتاريخ يدرس تطور الفكر العلمي وتأثيره، والعلوم (مثل الرياضيات والفلك والفلسفة) كانت تُدرس ضمن هذا الإطار الإنساني، وهناك مؤتمرات وندوات أكاديمية تؤكد على أهمية هذا التكامل في بناء الفكر والمجتمع، أما عن أوجه الترابط بين الآداب والعلوم تاريخيًا فوجدت الأصول المشتركة المتمثلة في الحضارات القديمة (اليونان، الإسلام)، حيث لم تكن هناك فصول صارمة بين "العلوم" و "الآداب"؛ فالفلاسفة والعلماء كانوا يدرسون الفلك والرياضيات والشعر والفلسفة في آن واحد (مثل أرسطو، ابن سينا، الخوارزمي)، وعندما نأتى لنشأة الجامعات الحديثة نجد عند تأسيس كليات الآداب في القرن التاسع عشر والعشرين، نجدها قد ضمت أقسامًا للعلوم البحتة والاجتماعية (تاريخ، جغرافيا، فلسفة، علم نفس) جنبًا إلى جنب مع اللغات والأدب، مما يؤكد هذا التداخل، وأما من حيث التفاعل في البحث العلمي فيعتمد البحث الأدبي والتاريخي على المنهج العلمي (التحليل النقدي، المقارنة، إستقراء المعلومات)، بينما تستفيد العلوم من الفلسفة لفهم أعمق للتطورات والمفاهيم، ومن الأمثلة على التكامل نجد (تاريخ العلوم) الذى يهتم بدراسة كيف تطورت المفاهيم العلمية عبر العصور (في قسم التاريخ بالآداب)، أيضا نجد(فلسفة التاريخ) من خلال استخدام الفلسفة لفهم مسارات الحضارات والتقدم البشري (مادة أساسية في أقسام التاريخ)، أيضا نجد (علم الآثار) الذى يجمع بين العلوم الطبيعية (التحليل الكيميائي، الجيولوجيا) والآداب (فهم الحضارات)، وبالطبع لن أنسى(اللغات والعلوم) حيث أن تعلم اللغات الأجنبية ضروري للباحثين في كافة المجالات للإطلاع على أحدث الأبحاث العلمية والأدبية، وفى ختام مقالى هذا أؤكد أن الآداب والعلوم ليستا كيانين منفصلين، بل هما وجهان للمعرفة الإنسانية وتاريخهما متداخل، ويسعيان معًا لفهم العالم وتطوير المجتمع، وللحديث بقية إن شاء الله.