الدكتورة منال حمادة تكتب: كبار السن

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا وفي روايه ويوقر كبيرنا )رواه ابو داوود والترمزي وقال حسن صحيح
فكبار السن هم الاساس، هم الخبره والحكمه هم القدوه علما وخلقا وسلوكا هم التاريخ والاطلاله على الزمن الماضي بمواعظه ودروسه وعطائه وإيجابياته وسلبياته التي تتعلم منها الاجيال اللاحقه هم أصحاب الفضل
كبار السن قوم غادر بهما القطار محطه اللذه ، وصاروا في صاله انتظار الرحيل، يعيشون بين ذكريات الماض الذي ولىّ ، وبين امال مستقبل قد لا يجيء.
هم الآن حاضرون وغدا سوف يرحلون .
فكبار السن قد يرقدون ولا ينامون وقد يضحكون ولكن لا يفرحون وقد يخفون دموعهم تحت بسمتهم ،
فلديهم اوقات فراغ تحتاج الى عقلاء رحماء يملاونه بهجه وسرور فهم احوج من اطفالنا الى التدليل والاسترضاء والعاطفه والحنان والرفق والصبر عليهم والصبر ايضا على تجاوزاتهم الغير مقصوده والسهر والتضحيه من اجلهم والاحساس بهم
كبار السن فقدوا الكثير من حيوية شباب وعافيه الجسد ورونق الشكل وبهاء الهيئه ومجد المنصب فهم تقديس لسنه الله في خلقه
قال تعالى (ومن نعمره ننكسه في القلب افلا يعقلون) فهم فقدوا الكثير من أحبائهم فلم يبقى لهم إلا الذكرى التى تجعل نفوسهم مطويه وقلوبهم جريحه مليئه بالأحزان فلتكن أنت العوض عما فقدوه وكن أنت الربيع في خريف عمرهم وكن انت العكاز الذي يتكأ عليه
وإعلموا أيها الأبناء أن كبار السن يؤلمهم بعدك عنهم وإنصرافك من جوارهم وعدم الإنصات لحديثهم وانشغالك بهاتفك في حضرتهم ، فهم يحتاجون إلى من يسمع حديثهم ويأنس لكلامهم ويبدو سعيدا لوجودهم فالكلمه التي كانت لا تريحهم حال قوتهم هي الآن تجرحهم والتي كانت تجرحهم الآن تقتلهم فهم يدركون جيدا إنهم لم يعودوا محور البيت وبؤره العائله ومركز الأهتمام كما كانوا من قبل .
فلذلك هم يحتاجون الى بسمه في وجوههم وكلمه جميله تطرق أذانهم ويد حانيه تمتد إليهم
فهم البركه في بيوتنا ودعائهم طوق نجاه في ظلمات حياتنا فاغتنم وجودهم في حياتك قبل نفاذ الرصيد وفوات الوقت وضياع الفرصه والندم على فراقهم
فاعلم أيها (الأبن - الأبنه) أن غدا القريب ستكون (أنتَ -أنتِ )هذا الكبير المسن
فانظروا إلى ما انتم صانعي اليوم وما انت زارعون فافعلوا ما شئتم فكما تدين تدان. فاجعلهم يعيشون اياما سعيده وليالي مضيئه ويختمون حياتهم بصفحات من الاطمئنان والرضا حتى اذا رحلوا لا تصبح (أنت- أنتِ) من النادمين
دمتم سالمين

