كايرو كوميكس.. تجربة فنية وتفاعلية توثق مسيرة القصة المصورة المصرية

احتفل مهرجان كايرو كوميكس الدولي هذا العام بدورته العاشرة وبمئوية القصة المصورة المصرية، في فعالية جمعت بين الفنانين الرواد والجيل الجديد من صناع الكوميكس تحت عنوان "100 سنة كوميكس بالمصري".
أقيمت الفعاليات بمركز محمود مختار الثقافي بالجزيرة في الفترة من 7 إلى 9 من نوفمبر الجاري.
وتضمن المهرجان المعرض الرئيسي الذي استعرض تاريخ القصة المصورة في مصر، إلى جانب سوق الكوميكس وساحة الفنانين المستقلين التي أتاحت عرض أعمال ذاتية النشر وكتب مصورة متنوعة.
كما تميزت الدورة بأنشطة تفاعلية، منها رسم الزوار بأسلوب كاريكاتيري وورش تعليمية لفنون الكوميكس، وجلسات نقاشية.
بالإضافة إلى فقرة "بورتفوليو" التي قدم خلالها الفنانون تجربة فنية حية أمام الجمهور، رسموا فيها صفحة كوميكس كاملة منذ الفكرة وحتى التنفيذ، بمشاركة الفنانة السويسرية سميرة بيلورف، والفنان المصري فريد ناجي، والفنانة اللبنانية سهير غزاوي من لبنان.
فقرة "بورتفوليو".. مساحة حوار حي بين الفنانين ومحبي فن الكوميكس
قال الفنان فريد ناجي إنه شارك هذا العام لأول مرة في فقرة "بورتفوليو" ضمن مهرجان كايرو كوميكس، موضحا أن الفقرة تقوم على عرض الفنان لتجربته أمام الجمهور من خلال رسم صفحة كوميكس كاملة منذ الفكرة حتى التنفيذ النهائي مع تقديم نصائح فنية.
وأوضح أن "بورتفوليو" تعد من أبرز فقرات المهرجان لأنها تتيح للجمهور متابعة الفنان وهو يرسم ويستخدم أدواته خطوة بخطوة، بخلاف الدروس المقدمة عن بعد.
وأضاف أن التفاعل مع الجمهور كان كبيرا، إذ شارك الحضور بآرائهم وأعمالهم، ما يمنح الفنانين والمبتدئين فرصة لاكتساب الخبرة.
وأشار إلى أن المهرجان تضمن أيضا ورشا وجلسات نقاشية وندوات، واستضاف فنانين فائزين بجوائز وآخرين من دول عربية وأجنبية، مما يثري المحتوى الفني والثقافي للمهرجان.
منصة تدعم فن الكوميكس وتوسع قاعدته الجماهيرية
وأوضح ناجي أن مهرجان كايرو كوميكس يشهد تطورا مستمرا عاما بعد عام، إذ لم يعد الإقبال يقتصر على الفنانين فقط، بل أصبح الجمهور ينتظر المهرجان ويسأل عن فنانين بعينهم.
وأضاف أن دور النشر باتت تعتبره فرصة مهمة لعرض إصداراتها الجديدة من كتب الكوميكس، وتسعى لإنتاج أعمال مخصصة له، ما يعكس دوره المحوري في دعم حركة فن الكوميكس في مصر.
ويتمنى ناجي أن تمتد التجربة إلى محافظات أخرى، خاصة مع محاولات إقامة فعاليات مشابهة في الإسكندرية.
ندى رضوان: كايرو كوميكس مساحة للفنانين المستقلين وفرصة للتواصل مع الجمهور
قالت الفنانة ندى رضوان إنها شاركت في مهرجان كايرو كوميكس ضمن فريق "مكرونة وبانية"، موضحة أن الاسم يرمز للانتشار، وأن الفريق شارك بكتاب "اللي قادرة" الذي يحول نصوص ورشة كتابة إلى قصص مصورة تعكس تجارب النساء في المجتمع المصري.
وأضافت أن المهرجان يمنح الفنانين المستقلين فرصة للوصول إلى الجمهور، ويتميز بدقته في اختيار المشاركين المرتبطين بفن الكوميكس. كما يوفر تنوعا فنيا بين دور النشر وساحة المستقلين، التي تعكس الأعمال المعروضة بها شخصية كل فنان وروحه.
وأشارت رضوان إلى أن قوة المهرجان تكمن في التواصل المباشر مع الجمهور الذي لم يقتصر فقط على المصريين، إضافة إلى التسويق الجيد لأعمال الفنانين على صفحات المهرجان، ما ساعد على بناء علاقات جديدة، مؤكدة أن المكسب الحقيقي هو الخبرة والتفاعل الفني أكثر من المكسب المادي.
مساحة توثق إرث الكوميكس وتربط الأجيال الفنية ببعضها البعض
وأوضحت رضوان أن أبرز ما ميز دورة هذا العام هو الاحتفاء بمرور مئة عام على فن الكوميكس في مصر، موضحة أن المعرض وثق بدايات الفن منذ عام 1925، مع وجود لمحات من عام 1917، وهو ما منح الزوار تجربة فريدة حتى لو لم يكونوا رسامين، إذ أمكنهم التعرف على أعمال الفنانين الكبار الذين ربما شكلوا جزءا من طفولتهم الفنية، مثل بيكار ومحيي الدين اللباد ورسومات مجلة سمير.
وأضافت أن وجود هذه الأعمال إلى جانب المعروضات الحديثة للفنانين المستقلين من الخارج يعكس امتداد الأجيال المختلفة، وأتاح للزوار والفنانين اكتشاف الصلة بين فنهم الخاص وتاريخ هذا الفن في مصر.
الكوميكس.. فن يجمع بين خيال الصغار وتحديات الكبار
وصرحت الكاتبة سارة سعيد بأن فن الكوميكس في مصر معروف منذ زمن بعيد، موضحة أن انتشار مجلات الأطفال ساهم في ربط هذا الفن بالفئة العمرية الصغيرة، إلا أن الحقيقة أن مجال الكوميكس واسع ويمكن توظيفه لفئات مختلفة من الجمهور.
وأضافت أنها فخورة بمساهمتها في كتاب "اللي قادرة"، الذي تم تطويره بالتعاون مع ورشة كتابة، ويتناول قضية المرأة المصرية وما تواجهه من تحديات مجتمعية، مقدمة العمل بأسلوب كوميدي ساخر يناسب فئة الكبار، وهو ما يعكس قدرة الكوميكس على تجاوز الحدود التقليدية المرتبطة بالأطفال.
تجربة تختلف عن سائر الأنشطة الثقافية ومعارض الكتب
وقالت الكاتبة دينا محمد إنها حضرت مهرجان كايرو كوميكس لأول مرة، مؤكدة أنه يختلف عن باقي الأنشطة الثقافية ومعارض الكتب، إذ لا يقتصر على عرض الإصدارات، بل يتيح للجمهور التفاعل المباشر مع الفنانين ومشاهدة أعمالهم أثناء الرسم.
وأوضحت أن قوته تكمن في تخصصه بكل ما له علاقة بالكومكس حصرا، وتوفير فرص لاقتناء لوحات الفنانين ومنتجات مستوحاة من تصاميمهم وحتى أن يتم رسم الزائر بأسلوب كاريكاتيري داخل المهرجان، إلى جانب أنشطة تعليمية وورش رسم مما يجعل التجربة حية وممتعة.
وأشارت إلى أن الإقبال الكبير يعكس مكانة المهرجان كحدث ثقافي وفني استثنائي ولكن المهرجان بحاجة إلى زيادة عدد أيامه من وجهة نظرها في الدورات القادمة.

