هي وهما
هي وهما

آراء هي وهما

الدكتورة هبة عادل تكتب: المتحف المصري الكبير.. حين يلتقي تاريخ الأمة بعظمة المستقبل

-

في لحظة تاريخية مهيبة تقف مصر على أعتاب إنجاز حضاري غير مسبوق، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير (GEM)، الذي يُعد أعظم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين.

ليس هذا الصرح مجرد مبنى ضخم يحتضن آثارنا، بل هو بيان وطني ورسالة خالدة تؤكد أن حضارتنا المصرية القديمة لم تغب ولن تغيب، وأنها ما زالت حجر الأساس الذي نرتكز عليه ونحن نرسم ملامح المستقبل.

عظمة تليق بالحضارة الخالدة

يُعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.
وبجوار الأهرامات، يتجلى كتحفة معمارية تمزج بين عبقرية التصميم وروح التاريخ، فيُعيد للذاكرة وهج الفراعنة في صورة عصرية تبهر الزائر منذ اللحظة الأولى.

ويُعد عرض مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة حدثًا فريدًا من نوعه، لا يمثل مجرد استعراض لأعظم كنوز العالم، بل عودة لروح الحضارة المصرية القديمة في أبهى صورها.
من الإضاءة المدروسة، إلى المساحات المفتوحة التي تحاكي عظمة الأهرامات، كل تفصيلة في المتحف تروي قصة وطنٍ يعرف كيف يصون تاريخه ويستثمره من أجل المستقبل.

التكنولوجيا تستحضر الأجداد.. حين يلتقي الذكاء الإنساني بالذكاء الاصطناعي

لأول مرة، يكسر المتحف حاجز الزجاج بين الزائر والتاريخ، عبر استخدام تقنيات الواقع المعزز (Augmented Reality) التي تمنح تجربة تفاعلية مدهشة.
يمكن للزائر أن يرى القطع الأثرية كما كانت تُستخدم في الحياة اليومية للمصريين القدماء، وأن يشاهد الفراعنة أنفسهم وكأنهم يعودون للحياة بخطواتهم وأصواتهم.

بهذه التجربة، يمزج المتحف بين عمق التراث المصري وأحدث أدوات الذكاء الاصطناعي، ليصبح ليس فقط موقعًا أثريًا، بل منصة تعليمية وثقافية وتكنولوجية متكاملة، تُعيد تعريف معنى زيارة المتاحف في العصر الحديث.

الرؤية الوطنية.. من الحلم إلى الإنجاز

هذا الإنجاز العظيم لم يكن ليرى النور لولا الرؤية القيادية الحكيمة والإرادة الوطنية الصلبة التي جعلت من الحلم واقعًا.
فالمتحف المصري الكبير يجسد فلسفة “الجمهورية الجديدة” التي تُعيد تقديم مصر للعالم كدولة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين التاريخ والابتكار.

إنه مشروع يعكس قوة الدولة المصرية الحديثة وقدرتها على صياغة نهضتها الثقافية من خلال استثمار كنوزها التاريخية، ليصبح المتحف جسرًا حضاريًا يربط الماضي المجيد بالمستقبل الواعد.

من قلب العرش.. فخر الأنثى المصرية

ومن عرش حتشبسوت داخل المتحف الكبير، تتجسد رمزية المرأة المصرية التي قادت وأبدعت عبر العصور.
هي ذاتها الروح التي تسكن كل امرأة مصرية اليوم، قوية بفكرها، شامخة بإرادتها، تحمل رسالة القيادة والإبداع في بناء وطنها.
إن المتحف لا يروي فقط قصة الملوك، بل يُعيد إلى الذاكرة أن الأنوثة المصرية كانت وما زالت عنوانًا للقوة والحكمة والريادة.

من عرش حتشبسوت في قلب المتحف الكبير، أحتفل بعظمة مصر التي أحيتها الرؤية الوطنية، فخورة بإطلالة تجمع قوة الماضي بتقنية الواقع المعزز !