هي وهما
هي وهما

ملفات

مصر تصنع السلام.. اتفاق غزة يدخل حيز التنفيذ ضمن المرحلة الأولى

-

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ رسميًا، وسط ترقب دولي واسع لما تحمله المرحلة الأولى من الخطة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ عامين بين إسرائيل وحركة حماس.

ورغم أن ترامب لم يعلن تفاصيل هذه المرحلة خلال خطابه مساء الأربعاء، فإن البيت الأبيض كان قد كشف ملامحها أواخر سبتمبر الماضي، مشيرًا إلى أنها تمثل بداية مسار شامل نحو إعادة إعمار غزة وإعادة الاستقرار إليها.

وقف إطلاق النار في غزة

وتأتي هذه الخطوة بعد جهود وساطة مكثفة شاركت فيها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة وتركيا، حيث أعلنت الدوحة أن الطرفين وافقا "على كلّ بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، بما يؤدّي إلى وقف الحرب والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ودخول المساعدات الإنسانية".

وبحسب قيادي في حركة حماس، فإن المرحلة الأولى تتضمن الإفراج عن 20 أسيرًا إسرائيليًا على قيد الحياة دفعة واحدة، مقابل إطلاق إسرائيل سراح أكثر من ألفي فلسطيني، من بينهم 250 محكومين بالسجن مدى الحياة و1700 اعتُقلوا منذ اندلاع الحرب. وأوضح مصدر فلسطيني مطّلع أن عملية التبادل ستتم خلال 72 ساعة من بدء تنفيذ الاتفاق، مشيرًا إلى أن "الاتفاق تمّ بموافقة جميع الفصائل الفلسطينية"، بحسب وكالة "فرانس برس".

كما يقضي الاتفاق بإدخال 400 شاحنة مساعدات يوميًا إلى قطاع غزة خلال الأيام الخمسة الأولى من وقف إطلاق النار، على أن يتم رفع هذا العدد تدريجيًا لاحقًا.

كذلك، نص الاتفاق على السماح بعودة النازحين من جنوب القطاع إلى مدينتي غزة وشمال القطاع فور بدء التنفيذ، إضافة إلى بدء الانسحاب الإسرائيلي التدريجي وفق الخطة التي أقرها البيت الأبيض، والتي تمتد من بيت حانون شمالًا حتى رفح جنوبًا مرورًا بالمراكز السكانية الرئيسية.

وتشير خريطة الانسحاب التي نشرتها واشنطن إلى تنفيذ العملية بشكل طولي من الشمال إلى الجنوب، دون تحديد جدول زمني دقيق.

وتتألف خطة ترامب الكاملة من 20 بندًا، أبرزها جعل غزة "منطقة خالية من السلاح"، والسماح بإعادة إعمارها تحت إشراف دولي.

كما تنص على منح عناصر حركة حماس الذين يسلمون أسلحتهم ويقبلون بالتعايش السلمي عفوًا عامًا، والسماح لمن يرغب منهم في مغادرة غزة بالمرور الآمن إلى دول أخرى.

وستتم إدارة المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر ومؤسسات دولية محايدة، فيما يخضع معبر رفح للآلية ذاتها المنصوص عليها في اتفاق 19 يناير 2025.

وبموجب الخطة، سيُدار القطاع مؤقتًا من قبل لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير مسيّسة، تحت إشراف "مجلس السلام" الذي سيترأسه ترامب بمشاركة شخصيات دولية من بينها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، على أن تتولى الهيئة تمويل وإدارة إعادة إعمار غزة حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من استعادة السيطرة الكاملة على القطاع بطريقة آمنة وفعالة.

أشاد أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، بالجهود المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكداً أن القاهرة تعاملت مع الحرب باعتبارها قضية تخصها بشكل مباشر وسعت بقوة لحقن دماء الفلسطينيين.

وأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن مصر لعبت دوراً محورياً في تعديل بعض بنود خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، خاصة ما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من القطاع، مشيراً إلى أن الاتفاق يتضمن تسوية ملفات حساسة تتعلق بإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، بينهم مروان البرغوثي، إضافة إلى وضع آلية لتسليم الرهائن الإسرائيليين.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن العالم شهد لحظة تاريخية تُجسّد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب ، من شرم الشيخ، أرض السلام ومهد الحوار والتقارب، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة بعد عامين من المعاناة.

وأضاف الرئيس السيسي، أنه وفقاً لخطة السلام التي طرحها الرئيس ترامب، وبرعاية مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح أن هذا الاتفاق لا يطوي صفحة حرب فحسب، بل يفتح باب الأمل لشعوب المنطقة في غدٍ تسوده العدالة والاستقرار".

من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقيع إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطته للسلام، قائلاً عبر منصة تروث سوشيال إنه "فخور جداً بهذا الإنجاز"، مؤكداً أن الاتفاق يتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن وسحب القوات الإسرائيلية إلى خط متفق عليه كخطوة أولى نحو سلام دائم.

وأعرب ترامب عن امتنانه للوسطاء من قطر ومصر وتركيا، واصفاً الاتفاق بأنه "يوم عظيم للعالم العربي والإسلامي ولإسرائيل والولايات المتحدة".