هي وهما
هي وهما

المشاهير

الدكتور أحمد خليل يكتب: التوكاتسو فى مصر!

-

[email protected]

التوكاتسو (Tokkatsu) هو نظام تعليمي ياباني يركز على الأنشطة الخاصة التي تهدف إلى التنمية الشاملة للطالب من خلال بناء شخصيته وتنمية مهاراته الاجتماعية، والتركيز على التفكير النقدي والعمل الجماعي بدلًا من الحفظ والتلقين، ويشمل النظام أنشطة متنوعة مثل تنظيف الفصول الدراسية، وإدارة مجلس الفصل، والمناقشات، وأنشطة الصحة والسلامة، وغسل اليدين، لتعزيز الشعور بالمسؤولية والانتماء والعمل ضمن مجتمع، ويتم تطبيق هذه الأنشطة في المدارس اليابانية، ويجري تطبيقها في مصر في المدارس المصرية اليابانية والنظام المصري الجديد، بحيث يتم تخصيص وقت أسبوعي لهذه الأنشطة، بهدف جعل المدرسة مجتمعًا إنسانيًا ممتعًا للطلاب، حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم أنه يتم تنفيذ أنشطة التوكاتسو في جميع المدارس التي تطبق المنهج المصري الجديد، وأوضحت الوزارة أن المنهج المصري الجديد يحتوى على مكون أنشطة توكاتسو أسبوعي لكل المدارس (45 دقيقة أسبوعيًا - 3 أنشطة)، ومن بين أنواع أنشطة التوكاتسو كذلك المناسبات المدرسية المتمثلة في أنشطة تعمل على تنمية الشعور بالانتماء والتكافل تجاه الآخرين، بالإضافة إلى شعور العمل للمصلحة العامة من خلال أنشطة تطبيقية يقوم بها التلاميذ، وهي أنشطة يتم القيام بها على مستوى المرحلة الدراسية أو المدرسة، على الجانب الآخر وعلى الرغم من فوائد نظام التوكاتسو التعليمي الياباني، قد تتضمن عيوبه المحتملة صعوبة تطبيق النظام في البيئات التعليمية المختلفة، الحاجة إلى تدريب مكثف للمتعلمين والمعلمين، وإحتمالية أن تركز بعض الأنشطة على المهارات الأساسية بشكل أقل مقارنة بالمواد الأكاديمية التقليدية، لاسيما إذا لم يتم تكييفها بشكل مناسب مع السياقات المحلية، أيضا قد يشعر بعض الطلاب بالضغط أو القلق في مواجهة العمل الجماعي والتعبير عن آرائهم ومناقشة الأخطاء علناً، وهو ما يتطلب من المعلمين إدارة هذه المشاعر بفعالية، كما يتطلب التوكاتسو إشرافًا مستمرًا من المعلمين لضمان مشاركة جميع الطلاب وتوجيههم بشكل صحيح، وفي حال نقص الإشراف، قد يصبح النظام أقل فعالية، من أبرز عيوب المدارس اليابانية في مصر ضغط المنهج الدراسي والواجبات على الطلاب، وقصر عدد المدارس وعدم تغطيتها الجغرافية، وصعوبة بعض الطلاب في التكيف مع النظام التعليمي الجديد الذي يركز على الانضباط الذاتي والتفكير النقدي، بالإضافة إلى طول اليوم الدراسي الذي قد يكون مرهقًا لبعض الأطفال، أيضا من مآخذ المدارس اليابانية في مصر قد يجد بعض الطلاب صعوبة في التعامل مع كثافة المنهج الدراسي وكمية الواجبات والمشاريع اليومية، نظرًا لدمج المنهج المصري مع الأساليب اليابانية التي تتطلب جهدًا إضافيًا من الطلاب، كما أنه لا توجد المدارس اليابانية في كل المناطق، مما يضطر بعض الأسر للتنقل مسافات طويلة أو تحمل تكاليف إضافية، وقد يواجه بعض الطلاب تحديات في التأقلم مع النظام الياباني الذي يركز على الانضباط الذاتي، والاعتماد على النفس، والعمل الجماعي، والتفكير النقدي، كما يمتد اليوم الدراسي في هذه المدارس لفترة طويلة (حتى الساعة 3 عصرًا)، وهو ما قد يشكل عبئًا على الأطفال الصغار ويؤثر على تركيزهم، على الرغم من أن طول اليوم يتيح فرصة أكبر لشرح المادة وتطبيق أنشطة إضافية، أيضا التكلفة المرتفعة قد تعوق تعميم التجربة حيث تبلغ المصروفات الدراسية 18650 جنيهًا مصريًا (في عام 2025) ولا تشمل الزي المدرسي والكتب الدراسية، لذا وفى الختام على الحكومة المصرية والمعنيين بالشأن التربوى إستغلال المناخ الإيجابى لتجربة الأنشطة اليابانية فى مصر بالتوازى مع الحد والتقليل من المآخذ والتهديدات لتعميم التجربة، وللحديث بقية إن شاء الله.