الدكتور أحمد خليل يكتب: تكنولوجيا الإطفاء الذاتي ومستقبل مصر

ببساطة تعتبر تكنولوجيا الإطفاء الذاتي كتقنية تستخدم أنظمة آلية للكشف عن الحرائق وإخمادها تلقائياً دون الحاجة إلى تدخل بشري، بجانب مجموعة متنوعة من التقنيات للكشف عن الحرائق مثل أجهزة استشعار الدخان، الحرارة، واللهب، ثم تعمل على تنشيط أنظمة الإطفاء المناسبة مثل رشاشات المياه، غازات الإطفاء، أو مواد الإطفاء الأخرى لإخماد الحريق بسرعة وفعالية، فمثلاً الإطفاء الأوتوماتيكي بالرش هو نظام أمان من الحرائق حيث يتم استخدام بخاخات المياه للكشف عن الحرائق وإخمادها، وتم تصميم نظام الإطفاء بالرش الآلي لتقليل مخاطر تلف الممتلكات والإصابة وفقدان الأرواح بسبب الحريق، وتستخدم انظمة الاطفاء بالرش الالي الأوتوماتيكية الماء أو الرغوة الفوم لتفريق اللهب ومنع انتشاره، وفى نفس السياق استخدم باحثون كوريون نوعاً مبتكراً من بطاريات الكهربائية "الليثيوم" فى السيارات، حيث قاموا بتطويرها لتكون قادرة على إطفاء حرائقها بشكل ذاتي، بعد أن أثارت حالات اشتعال البطاريات الكهربائية مخاوف الكثير خلال الفترات الماضية، حيث اعتمد الباحثون على نظام إطفاء حريق ذاتي يتم تفعيله أوتوماتيكياً داخل تصميم البطارية الجديدة، كما سيؤدي إلى حماية باقي مكونات السيارة، والتفعيل الأوتوماتيكي في حالة إشتعال النيران، حسبما أوضحت الدراسة التفصيلية التي نشرها باحثون، ومثال آخر هو تصميم وحدة إطفاء الحرائق ذاتية الدفع على هيكل ذاتي الدفع يعمل بالتحكم عن بعد، ومجهز بمضخة حريق بمحرك ديزل سعة 200 لتر ذات تدفق كبير مع رفع 140 مترًا، ومغطى بـ 200 لتر من جهاز مراقبة التدفق الكبير، وتعد الوحدة بديلاً لمضخة حريق محرك الديزل والشاشة عن بُعد، ويمكن أن تتحرك الوحدة عن طريق التحكم عن بعد، أو تعلق على شاحنة أخرى كمقطورة للنقل لمسافات طويلة إلى مكان الحادث، وتتميز الوحدة بوظيفة إعادة الضغط عن بعد، وإطفاء الحرائق، والتحكم في الفيضانات والصرف وغير ذلك، ويتم تشغيل الوحدة بواسطة محرك كهربائي صديق للبيئة، ويمكن لجهاز التحكم عن بعد التحكم في الوحدة للتحرك للأمام والخلف والدوران والتوقف، وهو مجهز بجهاز شحن، ويمكن استخدام هذا المنتج كضغط مرحل لنظام إمداد المياه لمسافات طويلة ويمكن أيضًا استخدامه كعامل إطفاء حريق مستقل، وعلى الجانب الآخر فى الإمارات تخطو الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي نحو المستقبل بمشروع «الاستجابة في 30 ثانية»، ضمن مشروعات المرحلة الأولى لمبادرة "دبي 10X"، التي اعتمدها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وتشرف عليها مؤسسة دبي للمستقبل، ويهدف المشروع إلى تحقيق أسرع وقت استجابة للحوادث في العالم، ويتضمن نظاماً متكاملاً لمكافحة الحريق يشمل عناصر عدة تتمثل في تطبيق تقنية النانو في الأبنية، وهي تقنية إطفاء الحرائق قبل أن تبدأ بالإشتعال، من خلال تثبيت «لواصق النانو» مختلفة الأحجام داخل مفاتيح الكهرباء، وتعمل تلك اللواصق بصورة تلقائية عند اندلاع الحريق، وتطلق غاز إطفاء على مصدر النيران مباشرةً بمجرد وصول درجة الحرارة إلى 120 درجة مئوية في المكان المثبت فيه اللاصق، ويقوم بإخماد الحريق على الفور تلقائياً دون تدخل بشري، وتعتبر التقنية المبتكرة من الوسائل الفعالة الصديقة للبيئة، وقليلة التكلفة وسهلة الاستخدام، وتمنع انتشار ألسنة اللهب في أقل من ثلاثين ثانية، كما تقلل من عدد الآليات الخاصة بالإطفاء والقوة البشرية المستخدمة في الحوادث، وفى الختام على الحكومة المصرية التفكير والتخطيط نحو مستقبل بلا حريق عن طريق تطبيق تكنولوجيا الإطفاء الذاتى من أجل تعزيز سمعة مصر عالمياً في تحقيق الأمن والسلامة للأفراد والمؤسسات والمشروعات القائمة والمستحدثة من خلال تقنيات مبتكرة فعالة وصديقة للبيئة قليلة التكلفة سهلة الإستخدام وذلك لمنع حدوث حرائق خطيرة مثل حريق سنترال رمسيس مؤخراً، وللحديث بقية إن شاء الله.