اكتشاف جسم غامض يشق طريقه نحو الشمس.. تفاصيل

تداولت أنباء خلال الساعات الماضية حول اقتراب جسم غامض من نظامنا الشمسي بسرعة فائقة، حيث يعتقد علماء الفلك أنه قد يكون زائرًا بين النجوم، وهو الثالث فقط من نوعه الذي يُرصد حتى الآن، وفقًا لما ذكره موقع «Techno-Science».
تم اكتشاف الجسم، الذي يحمل الاسم A11pl3Z، للمرة الأولى في أواخر يونيو عبر نظام المراقبة الفلكية "أطلس"، وقد أثار اهتمامًا كبيرًا في المجتمع العلمي، تشير السرعة الفائقة لهذا الجسم ومساره غير المألوف إلى أنه على الأرجح قادم من خارج نظامنا الشمسي.
ويُقدّر قطر A11pl3Z بحوالي 12 ميلًا (أي نحو 20 كيلومترًا)، ويُرجح أن يكون كويكبًا أو مذنبًا، وتبلغ سرعته نحو 152,000 ميل في الساعة (ما يعادل 245,000 كم/ساعة)، مما يجعله مرشحًا مثاليًا لدراسة الأجسام القادمة من أنظمة نجمية أخرى.
الزوار بين النجوم
ومن المعروف أن الزوار بين النجوم مثل "أومواموا" والمذنب "بوريسوف" قد شكّلوا محطات فارقة في تاريخ علم الفلك، ومن الممكن أن ينضم A11pl3Z إلى هذه القائمة المميزة، مانحًا العلماء فرصة نادرة لدراسة المواد القادمة من خارج نظامنا الشمسي.
ومن المنتظر أن يقترب A11pl3Z من الشمس في أكتوبر المقبل، يعقبه مرور قريب من كوكب المريخ. ويأمل العلماء في الاستعانة بتلسكوبات متقدمة مثل "جيمس ويب" لدراسة هذا الجسم عن كثب، وربما حتى البحث عن مؤشرات على وجود تكنولوجيا من خارج الأرض.
ويُبرز هذا الاكتشاف أهمية أنظمة المراقبة الفلكية مثل "أطلس"، والتي تتيح رصد الأجسام البعيدة وسريعة الحركة، وتفتح آفاقًا جديدة لفهم الكون خارج حدود مجموعتنا الشمسية.
وتجدر الإشارة إلى أن الأجسام بين النجوم تُعرّف بأنها أجسام سماوية لا تنتمي إلى نظامنا الشمسي، بل تَعبُر الفضاء بين النجوم، وقد بدأت الاكتشافات المؤكدة لها مؤخرًا، مع "أومواموا" في عام 2017 كأول جسم معروف من هذا النوع.
دراسة هذه الأجسام فرصة فريدة لتحليل المادة القادمة
وتوفر دراسة هذه الأجسام فرصة فريدة لتحليل المادة القادمة من أنظمة نجمية أخرى، وتُعد السرعة والمسار من أهم المؤشرات التي تُميّز الأجسام بين النجوم عن تلك التابعة لجاذبية الشمس.
ويُعتمد في اكتشاف وتتبع هذه الزوار النادرين على تلسكوبات آلية تمسح السماء باستمرار، مثل "أطلس"، وبمجرد رصد أي جسم غير مألوف، يتم تتبعه عبر مراصد متعددة لتحديد مساره بدقة، فإذا تبين أنه لا يتبع مدارًا شمسيًا، يتم تصنيفه ككائن بين النجوم.
ومع التطورات التكنولوجية المتسارعة، مثل تلسكوب "فيرا سي روبن"، تزداد فرص اكتشاف المزيد من هذه الأجسام، بالإضافة إلى إمكانية دراسة خصائصها الفيزيائية بشكل مفصل.