هي وهما
هي وهما

آراء هي وهما

مدحت البسيوني يكتب: نتنياهو والهروب إلى الأمام

-

إذا كانت الحرب بين اسرائيل وإيران قد اندلعت رحاها يوم الجمعة الماضية ووصلت إلي درجة تكسير العظام ..وسط حالة من تصاعد تبادل تهديدات الدمار بينهما يتسائل كثيرون إلي أين تتجه هذه الحرب ؟ أن محاولة البحث عن اجابه هذا السؤال تدفع إلي القول لماذا أقدمت تل أبيب علي هذه الحرب ولم تنته من حربها في غزة ؟ المتابع للتطورات لحرب الإبادة في القطاع يكتشف أن نتنياهو فشل لمدة عشرين شهر أن يحقق هدفه المعلن من تلك الحرب مما انعكس ذلك علي الجبهة الداخلية التي تحول مايقرب من ٦٠./.من الاسرائيليين وفقا للأستطلاعات الرأي ضده خاصة أن قضية الأسري و ازمة تجنيد الحر يديم (يهود متطرفين دينيا ) وفتح ملف قضية الفساد.

وبدأ الكنيست جلسات طرح الثقة فيه مما أدي إلي تأكل شعبية نتنياهو علي نطاق واسع وبات علي خطوات من الإطاحة به من الحكومة ليجد نفسه أمام المحكمة لفشله في هجوم ٧ اكتوبر ومن ثم لم يجد أمامه إلا الهروب إلي الأمام وان يكسر قاعدة الضربات التبادلية مع إيران ويعلن الحرب علي( العدو ) الذي يهدد وجودية الكيان بالعمل علي امتلاك السلاح النووي ..هذا هو الخطاب الذى تبنته تل أبيب و نجحت في تسويقه لدي أمريكا الذي يتحكم فيها اللوبي الصهيوني وأوربا .. واعلن الحرب علي طهران وحتى الأن نجح في أن يصطف الاسرائيليين بمختلف أطيافهم السياسين وراءه إلا أنه فوجئ أن حساباته في المعركة ليست سهلة ووجد خصم عنيد يملك القدرات للرد بعنف بضربات في كل مكان شملت القواعد العسكرية والمطارات والبنية التحتية والقطاعات الأقتصادية اضف إلي ذلك قتل وإصابة مئات من شعبه الذي أحتمي في الملاجئ .

لقد مرت ستة أيام علي الحرب و رغم أن حصاد ضربات اسرائيل علي أيران الأكثر حيث منيت بخسائر ضخمة إلا أنه وجد نفسه في مأزق ولن يحقق الأهداف التي ذهب إليها وان الحرب لن يكسبها إلا بمشاركة فعلية في القتال من امريكا الراعي الرئيس للكيان، وظن ثم لجأ إلي ترامب الذي بدوره اجتمع بمجلس الأمن القومي الذي استغرق اجتماعه ما يقرب من الساعة والنصف دون ان يصدر بيان، إلا خرجت تسريبات تشير إلي أن الأجتماع لم يوافق علي ما طلبه ترامب.

ويري محللون أن رفض الانخراط في الحرب جاء حفاظا علي مصالح أمريكا في المنطقة خاصة أن إيران هددت بضربها كما أن هذا التدخل الأمريكي يدفع بإشراك دول أخري في الحرب، الأمر الذي يدفع بالقول لو استمرت الحرب بمعدلات الضربات المتبادلة مع استمرار أمريكا عدم المشاركة الفعلية ولم يحقق نتنياهو أهدافه يصبح المسار الوحيد الجلوس علي مائدة المفاوضات يدفعه في ذلك الجبهة الداخلية التي ستتحرك لمحاكمته، ويدعم هذا المسار عدد من الدول منها اوربا و الصين وروسيا.