هي وهما
هي وهما

الأسرة

هل تُخلص الألياف الجسم من المواد الكيميائية؟ دراسة جديدة تحسم الجدل

-

الألياف.. كشفت دراسة حديثة نُشرت في مايو 2025 في مجلة الصحة البيئية عن ارتباط محتمل بين تناول مكملات الألياف الغذائية وانخفاض مستويات مركبات "PFAS" في الدم، وهي مواد كيميائية صناعية تُعرف باسم "المواد الكيميائية الدائمة" نظرًا لعدم تحللها في الجسم أو البيئة.

بحسب نتائج الدراسة، فإن تناول مكمل من ألياف الشوفان ثلاث مرات يوميًا قبل الوجبات لمدة أربعة أسابيع أدى إلى انخفاض متوسط بنسبة 8% في مستويين من مركبات PFAS هما: حمض بيرفلورو أوكتانويك وحمض بيرفلورو أوكتانوسلفونيك، وكلاهما مرتبط بمخاطر صحية تشمل اضطرابات الكبد، وضعف المناعة، وبعض أنواع السرطان.

ما هي PFAS ولماذا تثير القلق؟:

تتضمن مركبات PFAS التي طورها الباحثون منذ ثلاثينيات القرن الماضي لأغراض صناعية وتجارية، وتستخدم حتى اليوم في منتجات عديدة، من أواني الطهي المقاومة للالتصاق إلى مواد التغليف وأقمشة مقاومة للماء.

تكمن خطورتها في تراكمها داخل الجسم، إذ أظهرت الدراسات أن أكثر من 98% من سكان الولايات المتحدة يحملون آثارًا منها في دمائهم، نتيجة التعرض عبر الطعام أو مياه الشرب.

فكرة البحث جاءت من تجربة شخصية:

وتضمنت نتائج الدراسة التي قادتها الدكتورة جينيفر شليزنجر من جامعة بوسطن، التي بدأت البحث من منطلق شخصي لتقليل الكوليسترول عبر الألياف الغذائية تشابهًا بين خصائص الأحماض الصفراوية ومركبات PFAS، مما دفعها لافتراض أن الألياف القابلة للذوبان، مثل بيتا جلوكان الشوفان، قد تساعد الجسم على التخلص من هذه المركبات الكيميائية بنفس الطريقة.

كيف تعمل الألياف على طرد PFAS؟:

تتميز بعض الألياف القابلة للذوبان بقدرتها على تشكيل هلام لزج في الأمعاء، ما يساعدها على التقاط مركبات PFAS ومنع إعادة امتصاصها في الجهاز الهضمي.

ووفقًا للباحثين، فإن هذه العملية تُشبه ما يحدث مع الكوليسترول والأحماض الصفراوية، ما يجعل الألياف أداة محتملة في تقليل تراكم السموم الداخلية.

رغم أن الدراسة تُعد تجريبية وبحجم عينة صغير، 72 مشاركًا، يرى الباحثون أنها تشكل خطوة أولى نحو فهم العلاقة بين الألياف وPFAS. الدكتور دون غالباداج، أستاذ الصحة التطبيقية بجامعة تكساس كريستيان، أشاد بنتائجها لكنه أشار إلى أن البيانات لا تزال غير كافية للحسم النهائي.

ومن ناحية أخرى، أكد الخبراء أن زيادة استهلاك الألياف، سواء من المصادر الغذائية الطبيعية أو المكملات، أمر مفيد للصحة العامة، لكنهم ينصحون باستشارة الطبيب قبل البدء بأي مكمل، خصوصًا لمن يعانون من مشاكل هضمية مزمنة.

وقالت شليزنجر: "مكمل بسيط من بيتا جلوكان قد يُحسّن مستويات الكوليسترول، ويقلل من خطر الأمراض المزمنة، وربما يساهم في التخلص من PFAS، كل ذلك بخطوة واحدة".

تعمل شليزنجر وفريقها حاليًا على دراسة أكبر تشمل فئرانًا تعرضت لمستويات عالية من PFAS، بهدف تأكيد العلاقة السببية.

في حال نجاح النتائج، يمكن أن تشكل الألياف القابلة للذوبان أداة فعالة في تقليل العبء الكيميائي داخل الجسم، وهو أمر يفتح المجال لتدخلات غذائية بسيطة ذات أثر كبير على الصحة العامة.