هي وهما
هي وهما

طفلك

خطوات دقيقة لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

-

يعتبر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) حالة عصبية سلوكية تؤثر على التفكير، والانتباه، والسلوك اليومي.

وتختلف أنواع اضطراب فرط الحركة بين غير الانتباهي، والاندفاعي، والنوع المركب.

ونظرًا لعدم وجود اختبار طبي واحد حاسم لتشخيصه، تتطلب عملية التشخيص إجراءات متعددة الجوانب تهدف إلى الوصول لصورة شاملة ودقيقة عن الحالة.

التاريخ الطبي الشامل

يبدأ التشخيص عادةً بمراجعة دقيقة للتاريخ الطبي، قد تشمل أسئلة حول التعرض لمواد ضارة خلال الحمل، أو وجود إصابات في الرأس، أو التهابات مزمنة.

كما يُعد العامل الوراثي من المؤشرات المهمة، إذ تشير الأبحاث إلى أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يكون له أساس جيني.

الفحص البدني واستبعاد الأسباب العضوية

بعد مراجعة التاريخ الطبي، يُجري مقدم الرعاية الصحية فحصًا بدنيًا يتضمن تقييم السمع والبصر، ومراقبة الحركة والسلوك. ويُتبع ذلك بتقييم سلوكي وتطوري يشمل مراحل نمو اللغة والتواصل، وسلوك الطفل في بيئات مختلفة. يتم أيضًا استخدام مقاييس تقييم سلوكية موحدة، مثل مقياس فاندربيلت أو مقاييس كونرز.

التقييم التعليمي: المدرسة كمصدر للملاحظات السلوكية

يلعب المعلمون دورًا محوريًا في التقييم، إذ يقدمون معلومات حول أداء الطفل الأكاديمي وسلوكياته في الصف، إضافة إلى نماذج من الأعمال المدرسية والتقارير الشهرية. ويُنصح أن تمتد فترة المراقبة من أربعة إلى ستة أشهر للحصول على بيانات دقيقة.

اعتماد معايير DSM-5 في التشخيص

ويعتبر الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية (DSM-5) المرجع الأساسي في تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

ويتطلب التشخيص أن تظهر الأعراض قبل سن الثانية عشرة، وأن تستمر لأكثر من ستة أشهر في بيئات متعددة، وتؤثر على الأداء اليومي. تختلف المعايير بحسب الفئة العمرية والنوع الفرعي للاضطراب.

غالبًا ما يُشخّص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في مرحلة الطفولة، لكن الأعراض قد تظهر لأول مرة في سن البلوغ، خاصة لدى النساء. تأخر التشخيص في هذه الحالات يعود إلى الفجوات البحثية السابقة التي ركزت على الذكور فقط.

الفحص للحالات المصاحبة: تشخيص دقيق لحالة معقدة

ويمكن لأعراض ADHD أن تتقاطع مع اضطرابات أخرى مثل التوحد أو القلق أو صعوبات التعلم، يُجري الطبيب اختبارات إضافية لتحديد ما إذا كانت الأعراض تعود إلى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وحده، أم أنها نتيجة لحالة أخرى مصاحبة.

رغم تعقيد عملية التشخيص، فإن التعاون بين الأسرة، والمدرسة، والطبيب ضروري لفهم الأعراض ووضع خطة علاجية فعّالة‘ إذ لايمنح التقييم الشامل فقط تشخيصًا دقيقًا، بل يساعد أيضًا في توفير الدعم الملائم الذي يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الطفل أو الشخص المصاب.