هي وهما
هي وهما

ملفات

أبو الغيط: الجامعة العربية تقف مع المؤسسات الشرعية في السودان وتدعم لبنان

-

أجاب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير أحمد أبو الغيط، على سؤال الإعلامية لميس الحديدى حول مقارنة ما يقدمه الاتحاد الأوروبى لأوكرانيا، وما تقدمه الجامعة العربية لفلسطين، وذلك خلال لقائه فى برنامج "كلمة أخيرة" عبر قناة ON.

قال أبو الغيط: "رأيت فى بعض الصحف مقارنة بين فيتنام وغزة، وما أريد أن أوضحه أن مساحة غزة لا تتجاوز 50 كم طولًا و10 كم عرضًا، وبالتالى هى مساحة لا تسمح بحرب عصابات أو بحرية حركة كبيرة، كما كان الحال فى الجزائر فى نضالها الثورى العظيم، أو فى فيتنام أو جنوب شرق آسيا فى الخمسينيات والستينيات، غزة محاطة بالكامل، ما عدا الحدود مع مصر".

وتابع: "مصر حاربت وتحملت مسؤولية كبيرة، ولا ينبغى لأحد أن يتصور أن السلاح يمكن أن يعود الحديث عن سلاح كما حدث من قبل الاتحاد الاوروبى مع أوكرانيا ".

فقاطعته الحديدى قائلة: "أنا لا أتحدث عن هذا، بل أتحدث عن دعم الجامعة العربية السياسى، الذى لا يشبه دعم الاتحاد الأوروبى لأوكرانيا". ليرد أبو الغيط: "الدعم السياسى العربى هائل، ووزراء خارجية مصر والأردن والسعودية والبحرين يتحركون عالميًا كثيرًا لدعم فلسطين".

وحول التغطية الإعلامية لما يحدث فى غزة، قال أبو الغيط أن "التغطية الإعلامية لأحداث غزة والضفة فى الـ20 شهرًا الماضية ربما توازى تغطيات الإعلام لأحداث العالم العربى خلال 20 عامًا".

وأوضح أن "التعامل بالعقل والتحرك الدبلوماسى فى القضية الفلسطينية أفضل من دعوات الجهاد ضد إسرائيل"، مشيرًا إلى أن "أدوات الضغط الدبلوماسى العربى متاحة فى الأمم المتحدة".

وقال أحمد أبو الغيط أن السماح لسوريا بالعودة للجامعة العربية وبدء الحوار معها محاولة عربية لدعمها، موضحا أن النظام السورى السابق نخر السوس جسده منذ سنوات طويلة.

ولفت إلى أن تخلى روسيا وإيران عن نظام الأسد كان سريعًا وأن الرئيس السورى السابق فقد شرعيته وولاء الشعب وحتى جيشه لم يحارب للدفاع عنه، وكشف أن الغرب يطالب الجماعة الحاكمة فى سوريا حاليًا بعدم فرض رؤيتها على المجتمع السورى.

وعن أى لقاءات جمعت بينه وبين الرئيس السورى الحالى أحمد الشرع قال :"التقيت الرئيس الشرع ولم يجر بيننا حوار".

وتطرق إلى تطورات الأوضاع فى عدد من دول المنطقة، ودور الجامعة العربية فى دعم الاستقرار والشرعية، حيث قال أن الجامعة العربية تدعم لبنان وتسعى لتخليصه من أى سيطرة أو نفوذ غير شرعى، مشددًا على أهمية الحفاظ على استقلال القرار اللبنانى.

وفيما يتعلق بالسودان، أوضح أبو الغيط أن الجامعة العربية تدعم المؤسسات الشرعية فى البلاد، وتؤيد الحفاظ على الجيش السودانى كعمود فقرى للدولة.

وحول العلاقات مع تركيا، قال أبو الغيط: "العلاقات مع تركيا طيبة وتشهد تحسنًا مستمرًا، كما أن مواقف أنقرة فى القضية الفلسطينية واضحة جدًا".

وأضاف أن وزير الخارجية التركى يشارك فى جميع أنشطة العالم الإسلامى على مستوى وزراء الخارجية. وتناول أبو الغيط المباحثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكدًا أن العالم بما فيه الدول الأوروبية لا يملك دورًا فعّالًا فى هذه المفاوضات.

وأوضح أن المفاوضات بين واشنطن وطهران "صعبة جدًا"، وأن الموقف الأمريكى متشدد، ويقوم على رفض تخصيب اليورانيوم، مع تلويح بأن البديل هو المواجهة العسكرية.

وأكد أبو الغيط، أن العالم العربى لا يزال موجودًا بقوة رغم التباينات السياسية، مشيرًا إلى أن اللغة والثقافة العربية المشتركة تظل دليلاً على وجود أمة عربية واحدة.

جاء ذلك فى رده بمناسبة مرور 80 عامًا على إنشاء الجامعة العربية، حيث سألته لميس: "هل لا يزال هناك عالم عربي؟"، ليجيب:"بالطبع هناك عالم عربى، فعندما نتحدث جميعًا باللغة العربية الفصحى فهذا بحد ذاته يعكس وجود عالم عربى واحد".

وقاطعته الحديدى قائلة: "لكن السياسة تختلف بين الدول؟" ليرد أبو الغيط: "أحيانًا أسخر من الأوروبيين، فهم عندما يجتمعون يتحدثون 27 لغة، بينما نحن العرب نتحدث لغة واحدة فى 22 دولة، وهذا يدل على وحدة الأمة والثقافة، وأم كلثوم لا تزال تُسمع فى كل مكان".

وعن تباين المصالح بين الدول العربية، قال أبو الغيط: "من الطبيعى أن تختلف المصالح، تمامًا كما اختلفت مصالح بريطانيا والولايات المتحدة، هذا لا يعنى غياب الوحدة الثقافية أو التاريخية".

وعن عدم تحول الجامعة إلى كيان يشبه الاتحاد الأوروبى، كشف أبو الغيط أن:"النقاش دار منذ تأسيس الجامعة عام 1945 حول هذا الأمر، طرح رئيس الوزراء المصرى آنذاك، النحاس باشا، فكرة إنشاء جهاز فوقى للجامعة بسلطة توافقية على الدول، لكن بعض الدول رفضت هذا المقترح".

وأضاف:"بالتالى، جاء ميثاق الجامعة العربية بصيغة تنسيقية بين الدول، وليس بصيغة إلزامية أو اتحادية كما حدث لاحقًا مع الاتحاد الأوروبي". وأوضح أن محاولات تطوير الجامعة العربية باتجاه كيان اتحادى طُرحت من قبل، منها محاولة الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى، لكن: "البعض من الدول العربية ترى نفسها دولاً ذات استقلال حديث، بعضها لايتجاوز خمسين عاماً وتتمسك بقرارها المستقل، ولا ترغب بتجاوز مبدأ التنسيق إلى سلطة فوقية".

وختم أبو الغيط حديثه بالتأكيد على أن: "استمرار الجامعة العربية بعد 80 عامًا يتوقف على إرادة الدول العربية، الحفاظ على الجامعة يجب أن يكون هدفًا جماعيًا، مضيفًا: "بالتأكيد هناك من لا يريد بقاء الجامعة، وعلى رأسهم إسرائيل وبعض دول الجوار".