هي وهما
هي وهما

صحتك

دراسة تكشف علاقة سن انقطاع الطمث بصحة القلب وسلامة الأوعية الدموية

-

أشارت دراسة حديثة إلى أن النساء اللواتي يتأخر لديهن انقطاع الطمث قد يكنّ أكثر حظًا من غيرهن على صعيد صحة القلب.

وبحسب مجلة “ذا هيلث” الأمريكية وجدت الأبحاث أن من تدخل في مرحلة انقطاع الطمث في عمر متأخر نسبيًا، تتسم أوعيتها الدموية بمرونة وكفاءة أعلى مقارنةً بمن مررن بهذه المرحلة في سن أبكر، ما يقلل لديهن مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وشملت الدراسة، المنشورة في مجلة Circulation Research، 92 امرأة في مراحل مختلفة من الحياة الهرمونية، وقامت بتحليل صحة الأوعية الدموية لديهن، إضافة إلى مستويات الدهون، وعلامات الإجهاد التأكسدي، ووظيفة الميتوكوندريا في خلايا الدم.

النتائج لصالح المتأخرات في انقطاع الطمث


أظهرت النتائج أن وظيفة الأوعية الدموية لدى النساء اللاتي انقطع لديهن الطمث في وقت متأخر كانت أفضل بنسبة ملحوظة، مقارنةً بمن عانين من انقطاع الطمث في سن طبيعي. كما أن المشاركات من المجموعة الأولى أظهرن مؤشرات أقل على الضرر التأكسدي، وتحسّنًا في كفاءة الميتوكوندريا، بالإضافة إلى تركيبة دهنية صحية أكثر.

وأوضحت الدكتورة سانا دارفيش، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أوضحت أن هذه هي إحدى الدراسات الأولى التي تربط تأخر انقطاع الطمث بآليات فسيولوجية محددة تؤثر على القلب.

ومن جانبه، أكد الدكتور ماثيو روسمان، أن الإستروجين قد يكون له دور وقائي يمتد لفترة أطول لدى النساء اللاتي يتأخر لديهن انقطاع الطمث، مما يفسر تحسن صحتهن القلبية.

الإستروجين.. سلاح ذو حدين


ويعرف الإستروجين بدوره الحاسم في حماية القلب، من خلال تقليل الالتهابات وتحسين عمل الأوعية الدموية لكن بمجرد انخفاض مستوياته أثناء انقطاع الطمث، تبدأ هذه الفوائد بالتراجع، مما يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب.

ومن الطبيعي أن يستمر القلب في التمتع بالحماية لفترة أطول لدى من يتأخر لديهن انقطاع الطمث.

مع ذلك، لا تزال الآليات الدقيقة غير مفهومة بالكامل، ويؤكد الباحثون الحاجة إلى المزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كان العلاج الهرموني يمكن أن يعوض هذا التراجع، أم أن التأثير يقتصر على الإستروجين الطبيعي فقط.

خطوات وقائية لحماية القلب في جميع الأعمار


رغم أن توقيت انقطاع الطمث خارج عن السيطرة، يمكن تقليل مخاطره عبر نمط حياة صحي.

وتوصي الجمعيات الطبية بزيادة النشاط البدني، وتناول طعام غني بالخضروات والفواكه، والحد من الدهون الحيوانية، بالإضافة إلى مراقبة مستويات الكوليسترول بانتظام.

كما تلعب جودة النوم دورًا محوريًا، إذ يكون من الصعب الحفاظ على نوم مريح خلال فترة انقطاع الطمث بسبب الأعراض المصاحبة، إلا أن الالتزام بروتين نوم منتظم والابتعاد عن الشاشات قبل النوم يمكن أن يساعد في تحسين نوعية الراحة.


وفي النهاية، تعتبر انقطاع الطمث مرحلة بيولوجية لا مفر منها، لكن توقيته قد يكون مؤشرًا مهمًا لصحة القلب في المستقبل.

وبينما تستمر الأبحاث في كشف مزيد من الروابط بين الإستروجين وصحة الأوعية الدموية، يظل تبني نمط حياة صحي هو السلاح الأقوى في الوقاية من أمراض القلب، سواء جاء انقطاع الطمث مبكرًا أو متأخرًا.