باحث سياسي: الحرب على غزة وصلت لأقصى درجات خطورتها

أكد المحلل السياسي الدكتور شفيق التلولي، أن القمم العربية، رغم تعددها منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، لم تنجح حتى الآن في صياغة موقف عربي موحّد يرتقي إلى مستوى الكارثة الإنسانية الجارية في القطاع، لافتًا إلى أن القمة الحالية تمثل المحطة الخامسة ضمن سلسلة قمم عربية وإسلامية انعقدت منذ بدء التصعيد، وتُعقد في ظل حرب تتخذ شكل الإبادة الجماعية بحق مدينة غزة.
وأشار شفيق خلال استضافته بشاشة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن ما لم تنجزه القمم السابقة يجب أن يكون قابلاً للتطبيق الآن، عبر موقف واقعي يوازن بين المزاج الشعبي الغاضب والمسار الدبلوماسي والقانوني العربي المتاح.
وشدد على أن الاعتداء الإسرائيلي الأخير على قطر، الدولة ذات السيادة وعضو الأمم المتحدة، يُعد تجاوزًا خطيرًا للخطوط الحمراء، وأن صمت المجتمع الدولي عن هذه الانتهاكات المتكررة يشجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المضي قدمًا في ما وصفه بإعلان حرب على المنطقة بأسرها، مضيفًا أن زيارة السيناتور الأمريكي ماركو روبيو لتل أبيب وأدائه طقوسًا دينية في القدس، بعد أيام من الاعتداء على الدوحة، يكشف حجم التواطؤ الأمريكي، ويقوض دور واشنطن كوسيط في أي عملية سلام مستقبلية.
وأشار إلى أهمية البناء على ما بدأت به مصر من خلال القمة العربية الإسلامية الأولى في القاهرة خلال نوفمبر 2023، والتي كانت نقطة انطلاق للتحرك الإقليمي والدولي، ورأى أن تلك القمة أسست لتحالف سياسي داعم لحل الدولتين، وتبعتها قمتا بغداد والرياض، لكن المسار تعطّل لاحقًا نتيجة عراقيل أمريكية وإسرائيلية، مشددًا في ختام حديثه على أن قمة اليوم ليست فقط ردًا على الاعتداء على قطر، بل يجب أن تكون رافعة فعلية لخطاب عربي أكثر حدة ووضوحًا، يتناسب مع حجم المجازر المرتكبة في غزة، ويبعث برسالة ردع واضحة إلى الاحتلال.