كاتب صحفي: الشائعات تُدار بمنظومات.. ومواجهتها تحتاج تكاملاً مؤسسيًا

أكد الكاتب الصحفي ياسر شوري، رئيس تحرير بوابة جريدة الوفد، أن مواجهة الشائعات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تحتاج إلى استراتيجية إعلامية موحدة، مشيدا بالأساليب التي تتبعها بعض المواقع الإخبارية في الرد على الأكاذيب، مثل نشر الشائعة مجددًا مع نفيها.
وقال شوري خلال مشاركته في برنامج "هي وهما" الذي تقدمه الإعلامية أميرة عبيد على قناة الحدث اليوم، إن بعض المنصات الإخبارية لجأت إلى إنشاء أقسام أو صفحات مثل "ما تصدقش" للرد على المعلومات الزائفة، وهو جهد يحترم في مضمونه، لكن خطورته تكمن في أن الصوت التوضيحي لا يصل عادةً بنفس قوة صوت الشائعة الأصلية.
وأوضح أن المشكلة لا تكمن فقط في المضمون، بل في أدوات الانتشار التي تتحكم بها لجان إلكترونية منظمة تستهدف الدولة المصرية.
وشدد على أن الشائعات لم تعد ناتجًا فرديًا، بل أصبحت "منظومة شاملة" تُدار بعناية وتخطيط بهدف إرباك الرأي العام، وهو ما يفرض على الدولة التفكير في تأسيس منظومة إعلامية وطنية موحدة، تجمع بين جهود المؤسسات الصحفية والأجهزة المعنية والجهات الرقابية للتعامل مع سيل الأكاذيب المتدفقة عبر المنصات الرقمية.
وأشار شوري إلى أن الإعلام المصري يمتلك أدوات أقوى من منصات ترويج الشائعات، من حيث الانتشار والمصداقية، لكنه لا يوظفها بالقدر الكافي، مضيفًا: "لدينا مواقع إلكترونية يصل عدد متابعيها إلى الملايين، بينما تكتفي بعض الصفحات المضللة بعدد محدود من المتابعين، لكن تأثيرها أكبر بفعل الدعم الإلكتروني والتنسيق الخارجي."
وختم حديثه بالتأكيد على أهمية الانتقال من المعالجات الفردية إلى العمل المؤسسي المنظم، مشددًا على أن الرد على الشائعات يجب أن يكون علميًا واحترافيًا، ومبنيًا على الثقة والمعلومة الدقيقة، وليس رد فعل عشوائي أو متأخر.