استشاري علاج إدمان: أعراض الانسحاب قد تفوق آلام العظام وتستدعي إشرافًا طبيًا
أكد الدكتور سامي لبيب، استشاري الصحة النفسية وعلاج الإدمان، أن الإدمان يُعد حالة مركبة تبدأ غالبًا بسلوك خاطئ، وقد تتفاقم إلى مرض معقّد يستدعي علاجًا طبيًا ونفسيًا متكاملًا، خاصة في حالة وجود عامل وراثي يزيد من احتمالية الإدمان مبكرًا.
وأوضح لبيب خلال مشاركته في برنامج "هي وهما" الذي تقدمه الإعلامية أميرة عبيد على قناة الحدث اليوم، أن مرحلة الانسحاب تمثل واحدة من أخطر المحطات في رحلة علاج المدمن، مشيرًا إلى أن الألم الجسدي والنفسي الذي يمر به المريض خلال هذه الفترة قد يفوق أحيانًا آلام كسر العظام، ما يجعل التدخل الطبي ضرورة لا غنى عنها.
وقال إن بعض المرضى يحتاجون إلى مزيج من المسكنات والمهدئات لتجاوز أعراض الانسحاب التي تشمل: التشنجات، القلق، الاكتئاب، الأرق، آلام العضلات، وتغيّرات حادة في المزاج.
وأكد أن كل حالة يتم التعامل معها بشكل فردي بناءً على عدة عوامل، منها نوع المادة المخدرة، ومدة التعاطي، والحالة الصحية العامة للمريض.
وشدد على أن وصف الإدمان بأنه "مرض" لا يقلل من مسؤولية الشخص، لكنه يؤكد أن العلاج يجب أن يكون علميًا وتدريجيًا، لا يعتمد فقط على الإرادة، بل على فهم التغيرات الكيميائية التي تحدث في المخ والجهاز العصبي بالكامل.
واختتم الدكتور سامي لبيب حديثه قائلا: "المدمن لا يحتاج إلى عتاب بقدر ما يحتاج إلى من يفهمه ويقف بجانبه في أشد لحظات الألم فمرحلة الانسحاب ليست النهاية، بل البداية الحقيقية للتعافي."