متعافٍ من الإدمان: لا فرق في التدمير بين المادة والسلوك القهري
قال حسام حبلص، أخصائي علم الاجتماع وأحد المتعافين من الإدمان، إن الإدمان ليس مقتصرًا على المواد المخدرة فقط، بل يمتد إلى أنماط سلوكية قهرية لا تقل خطرًا، مشيرًا إلى أن كثيرًا من السلوكيات الإدمانية مثل الإباحية أو السرقة أو المقامرة تُحدث دمارًا نفسيًا واجتماعيًا لا يختلف عن دمار المخدرات.
وأوضح حبلص خلال مشاركته في برنامج "هي وهما" الذي تقدمه الإعلامية أميرة عبيد على قناة الحدث اليوم، أن بعض الأشخاص يظنون أن الاستخدام العرضي للمخدرات لا يؤدي للإدمان، لكن الواقع أن الاستخدام المتكرر حتى لو كان محدودًا قد يفتح باب الاعتياد والتحول التدريجي إلى الإدمان الكامل، لافتًا إلى أن هناك مستخدمين للمخدرات لا يصنفون كمدمنين في البداية، لكن احتمالية تحولهم إلى مدمنين تصل إلى 90% مع مرور الوقت.
وأضاف أن المفارقة المؤلمة أن المدمن لا يستطيع العودة إلى مرحلة الاستخدام المحدود مرة أخرى، بعكس المستخدم الذي لا يزال قادرًا على التوقف قبل الوقوع في فخ الاعتمادية.
وشدد حبلص على أن الإدمان في جميع صوره يسلب الإنسان إرادته ويدمر علاقاته ويهدد استقرار الأسر والمجتمعات، داعيًا إلى ضرورة الوعي المجتمعي بمختلف أشكال الإدمان، سواء كانت كيميائية أو سلوكية.
واختتم بقوله: "التدمير الذي تسببه المخدرات قد يكون واضحًا، لكن التدمير الناتج عن الإدمان السلوكي أكثر خفاءً وأشد خطورة على المدى البعيد."