هي وهما
هي وهما

صحتك

دراسة جديدة تكشف علاقة دواء ”أوزيمبيك” والسرطان الصامت

-

أظهرت دراسة حديثة أن عقار "أوزيمبيك" وأدوية فقدان الوزن المشابهة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكلى، رغم ارتباطها بانخفاض معدلات الإصابة بأنواع عديدة من السرطان.

وتابعت الدراسة، التي تُعد الأكبر من نوعها حتى الآن، أكثر من 86 ألف شخص من المصابين بالسمنة أو الوزن الزائد على مدار عشر سنوات.

ووفقًا للبيانات، كان مستخدمو هذه الأدوية أقل عرضة للإصابة بـ16 نوعًا من السرطان بنسبة 17% مقارنةً بمن لم يتناولوها.

وشمل هذا انخفاضًا بنسبة 47% في حالات سرطان المبيض، و15% في حالات سرطان بطانة الرحم، لكن المفاجأة كانت في ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الكلى بنسبة 33% لدى مستخدمي الأدوية.

رابط غير محسوم وسرطان لا يُظهر أعراضًا

على الرغم من نتائج الدراسة، أشار الباحث الرئيسي، الدكتور هاو داي من جامعة إنديانا، إلى أن الدراسة لا تُثبت وجود علاقة سببية بين الدواء وسرطان الكلى، بل ترصد فقط وجود ارتباط يستدعي مزيدًا من التحقيق.

ووأضاف: "النتائج مقلقة، ولكن لا يمكن الجزم بها في هذه المرحلة"، ويوصف سرطان الكلى غالبًا بـ"السرطان الصامت" لقدرته على النمو دون التسبب في أعراض واضحة. وعند ظهور العلامات مثل الدم في البول أو آلام الظهر، يكون المرض في مراحل متقدمة تقل فيها فرص النجاة بشكل كبير.

يفترض بعض الباحثين أن أعراض الغثيان والقيء الشائعة مع استخدام أوزيمبيك قد تؤدي إلى تلف الكلى المتكرر، ما يمهد الطريق لحدوث تغيرات سرطانية.

كما أشار الباحثون إلى وجود مستقبلات GLP-1 في الكلى، وهي نفس المستقبلات التي يستهدفها العقار لتنظيم الشهية وسكر الدم.

كما أن التحفيز المستمر لهذه المستقبلات يمكن أن يسرّع نمو الخلايا الكلوية، رغم أن هذا لا يزال ضمن نطاق الفرضيات غير المثبتة.

تفاوت في نتائج الأبحاث وخبراء يدعون للتريث

في المقابل، شكك بعض الخبراء في العلاقة بين أدوية GLP-1 وسرطان الكلى، مشيرين إلى أن دراسات أخرى أظهرت نتائج معاكسة، بما في ذلك تأثير وقائي محتمل. وقال الدكتور نيل إينجار، اختصاصي الأورام في مركز ميموريال سلون كيترينج، إن البيانات الحالية ما زالت متضاربة، ما يستوجب إجراء أبحاث أطول وأكثر تفصيلًا.

انتشار المرض بين الفئات الأصغر سنًا يثير القلق

في الولايات المتحدة، يُسجَّل نحو 80 ألف حالة إصابة بسرطان الكلى سنويًا، بينما تبلغ الحصيلة في المملكة المتحدة حوالي 14 ألف حالة.

وعلى الرغم من أن أغلب الإصابات تُشخّص بعد سن الستين، فإن معدلات الإصابة بين الأشخاص الذين وُلدوا في التسعينيات تفوق مثيلاتها بثلاثة أضعاف مقارنةً بجيل الخمسينيات.

ويعزو البعض هذا الاتجاه التصاعدي إلى عوامل بيئية وزيادة معدلات السمنة، فضلًا عن تحسن تقنيات التصوير الطبي.

وفي ظل تضارب النتائج والقلق من الارتفاع المفاجئ في معدلات الإصابة، يشدد الباحثون على ضرورة الاستمرار في مراقبة تأثير هذه الأدوية، لا سيما في ما يتعلق بسرطان الكلى.

ورغم أن الفوائد الصحية لأدوية إنقاص الوزن تبقى ملموسة، فإن التقييم الدقيق للمخاطر المحتملة أصبح أولوية قصوى.